تأخذ الفتوى في الشريعة الإسلامية مكاناً متقدماً، كما أن الأمراء في الفقه الإسلامي منقادون بفتوى العلماء، لأن ولايتهم ليست ولاية مطلقة وإنما ولاية نابعة من تفويض الإسلام له، فهو منضبط بضوابط الشريعة الإسلامية وأدلة القرآن والسنة بما لا يدع له المجال ليتلاعب بالأحكام والقوانين وفق هواه وإنما تبعاً للحكم الذي يراه العلماء، فمهمة الحاكم في الإسلام سياسة الدنيا بالدين، والحفاظ على الدين في نفوس رعيته، وإصلاح دنياهم، في مجموعة متوازية متوازنة من المعايير التي تؤهل الحاكم لأن يأخذ حقه ويقوم بمهمته الموكلة إليه، كما أنها تجعل للرعية قيمتهم، وإمكانية عزل الإمام عند المحيد، وللعلماء قيادة دفة التوجيه، فكانت المملكة العربية السعودية رائدة في ذلك فأسست الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية، للفصل في المسائل، دون ترك الفتاوى في دائرة التخبط والمشاع والاختلاف، وإن كانت الرئاسة تعرضت لانتقادات لاذعة ممن يتهمها بتسويق الفتاوى لرضى السلطان، وبين من يراها قائمة وفق الشرع.
الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية
تضم الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في الملكة العربية السعودية نخبة من العلماء الذين حصلوا على العلامات العالية في دراستهم الجامعية في الكليات الشرعية، وحصلوا على علوم الشرع من الفقه والحديث والتفسير والسيرة وغيرها، حتى صار لهم مكانة كبيرة بين الناس بتوجيههم، والدعوة الإسلامية، والخطابة والتدريس والمحاضرة في المعاهد والجامعات، والتصنيف للكتب، حتى تأهلوا إلى ريادة الإفتاء، وانتقتهم رئاسة المملكة السعودية ليكونوا من الفاعلين في الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالبلاد.
أهداف الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية:
أعلنت الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية، عبر بوابتها الإلكترونية، وصفحاتها الخاصة عن الأهداف التي تريدها، ومن أهم هذه الأهداف:
- الفصل في أحكام الشريعة الإسلامية وبيان الفتوى في القضايا العامة والدعوة للعمل بها.
- تجهيز مادة علمية منضبطة للتبليغ عن الإسلام ورسالته الجميلة الكاملة التي ستعمل على رفع الوعي بالشريعة الإسلامية ومكانتها السامية.
- تقديم المراجع والمصنفات والمصادر المختلفة للعلماء وطلبة العلم والباحثين وتسهيل بلوغهم لها، وحفظ الإنتاج العلمي للعاملين.
- إصدار الأحكام في الشأن الخاص للوزراء والأمراء والجهات الحكومية أو الشخصية وكذلك الأفراد.
رابط الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية ومهامها:
تعبر الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية عبر البوابة المخصصة لها، عن المهام التي تضلع بها ومن بين هذه المهام التي تعلن عنها رئاسة الإفتاء في المملكة العربية السعودية من خلال بوابتها التي يمكن بلوغها بالضغط هنـــا على رابط الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية ما يأتي:
- تحويل المسائل الكبيرة ومواضيع المجتمع العامة إلى هيئة كبار العلماء للبث فيها.
- الإجابة على فتاوى الطالبين فيما يخص عقائد الناس والحكم فيها.
- الحكم على الكثير من المسائل الفقهية الخاصة بالعبادات.
- إجابة السائلين في جانب المعاملات الفقهية الخاصة.
- الأعمال والأشغال الأخرى التي تكلف الهيئة بإنجازها وتتصل باختصاصها.
ومن الجدير بالتذكير أن الإفتاء من الأمور الهامة التي لا ينبغي التساهل في إلقائها، والحديث بها، لأن الإفتاء توقيع عن رب العالمين، وقد جعل الله تعالى القول عليه بغير حق أعلى مراتب الذنب، ولذلك يحرص الإنسان الحصيف، والمسلم الرشيد الذي لا يملك آلة الاجتهاد على تقليد من يرتضي دينه وحسن فقهه، والأخذ بقوله فيما يطمئن له الفطرة السلمية، والقلب السليم، ولا يحسن بالإنسان التساهل والأخذ بالرخص من كل شيخ بما يتبع هواه وإلا صار دينه عرضة للهوى والتلاعب وابتعد عن مراد الله من الأحكام، وطريقه الذي أراد من عباده سلوكه واتباعه.