جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، العديد من الأدعية التي يتم الدعاء للأموات من خلالها، وقت الوفاة أو بعد وفاتهم على مدار الزمن، ومن الأدعية ما يكون صحيح وحسن وضعيف، ومهما قدرت صحة ثبوت نقله عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمن الممكن نقله.
أدعية ثابتة من دعاء عن الموت مؤثر جدا
– دعاء ثابت يدعى للميت بالمغفرة له والرحمة، ومنه قول: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ، وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجَاً خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ).
– دعاء يمكن أن يدعى للميت وأيضًا للأحياء، بغرض المغفرة والثبات على ديننا الحنيف للأحياء منهم والأموات يقول فيه (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلاَمِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِيمَانِ، اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلاَ تُضِلَّنَا بَعْدَهُ).
– دعاء خاص بالميت يطلب فيه من الله تعالى أن يقي من عذاب القبر، وأهوالها وفتنته بالدعاء التالي: (اللَّهُمَّ إِنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ فِي ذِمَّتِكَ، وَحَبْلِ جِوَارِكَ، فَقِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَأَنْتَ أَهْلُ الْوَفَاءِ وَالْحَقِّ، فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).
– دعاء يدعى للميت بحيث يطلب من الله عز وجل المغفرة من الخطايا، ويكثر من حسناته عند الله ويقول: (اللَّهُمَّ عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ احْتَاجَ إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذَابِهِ، إِنْ كَانَ مُحْسِناً فَزِدْ فِي حَسَنَاتِهِ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئاً فَتَجَاوَزْ عَنْهُ).
تذكر الموت
يعرف الموت بأنه هو مفارقة الروح عن البدن نهائيًا، وقد وصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرورة تذكر الموت في عدد كبير من المواقف، فقال صلى الله عليه وسلم (أكثروا ذكرَ هاذمِ اللَّذاتِ : الموتِ ؛ فإنَّه لَم يذْكُرْه أحدٌ في ضيقٍ مِن العَيشِ إلَّا وسَّعَه علَيهِ ، و لا ذَكرَه في سَعةٍ إلَّا ضيَّقَها عليهِ)، وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنه في تذكر الموت وقال: (أتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم عاشرَ عشرةٍ فقال رجلٌ من الأنصارِ يا رسولَ اللهِ مَن أكيسُ النَّاسِ وأحزمُ النَّاسِ قال أكثرُهم ذكرًا للموتِ وأكثرُهم استعدادًا للموتِ أولئك الأكياسُ ذهَبوا بشرفِ الدُّنيا وكرامةِ الآخرةِ).
كما يوجد الكثير من الأمور التي تعيننا على تذكر الموتى، مثل تلاوة القرآن الكريم، وذكر المواعظ التي تذكر به، كما لا بد من تدبر آيات القرآن الكريم خاصة الآيات التي تفسر الموت ، مما يجعل الإنسان يسارع ويجتهد في الأعمال الصالحة، والتوبة إلى الله، والاستغفار من الذنوب، والبعد عن الخطايا، والآيات التي قد ذكر فيها قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)، وقوله الله سبحانه وتعالى: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
كما توجد أمور عديدة تحث على أهمية الموت وذكره المستمر، وعدم العمل للدنيا بل للآخرة، فقد قال ابن عمر رضي الله عنه حول تلك الأمر: (أخذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمنكِبي، فقال: كُنْ في الدُّنيا كأنَّك غريبٌ أو كعابرِ سبيلٍ. وكان ابنُ عمرَ رضِي اللهُ تعالَى عنه يقولُ: إذا أصبحتَ فلا تنتظِرِ المساءَ، وإذا أمسيْتَ فلا تنتظِرِ الصَّباحَ، وخُذْ من صِحَّتِك لمرضِك، وفي حياتِك لموتِك).