الإسلام له تعاليم ثابتة وصريحة ذكرت في القرآن والسنة، أحد هذه التعاليم هي حشمة المرأة وارتدائها الحجاب والملابس الواسعة التي لا تحد معالم جسمها، لهذا سوف نستعرض لكم متى فرض الحجاب، وهل ما إذا كان الحجاب فرض أو سنة وفق لما ذكر في الكتاب والسنة.
متى فرض الحجاب
يعتقد المسلمون أن الحجاب كان موجود منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقد ذكر ذلك في كثير من الصحف التي تشير إلى وجوب الحجاب للمرأة منذ ما قبل الإسلام.
لقد كانت النساء في عهد ما قبل الإسلام ترتدي ملابس تشبه الحجاب والنقاب، حتى أقر الإسلام بعد ذلك ارتداء الحجاب في العصر العباسي الذي يكفي الجسد بالكامل.
في الوطن العربي انتشر الحجاب في القرن العشرين، لكن قامت دعوة لتحرير المرأة في مصر من الحجاب المستخدم وقتها من خلال الدعوة التي قام بها قاسم أمين ودعمه محمد عبده وسعد زغلول.
ذكر في كتاب المرأة الجديد لقاسم أمين أن الحجاب السائد ليس هو الحجاب الإسلامي الذي يجعل المرأة تخفى وتبقى في المنزل، لهذا خلعت هدى شعرواي الحجاب في عام 1919م.
هل الحجاب فرض أم سنة
اتفق معظم أهل العلم على أن الحجاب فرض على كل سيدة مسلمة بالغة، والدليل على وجوب الحجاب للمرأة المسلمة قول الله تعال:
(وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
ذكرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في روايتها عن حادثة الإفك: “وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش، فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فعرفني حين رآني، وكان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي” [رواه البخاري].
كما قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ).
كل هذه الأدلة الشرعية من الحديث والسنة توضح أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ولأنه فرض من الله تعالى.
مواصفات الحجاب الشرعي
هناك بعض المواصفات التي يجب أن تتوافر في الحجاب الشرعي ومنها:
1- أن يستر جميع جسد المرأة، بحيث لا يظهر منها شيء إلا الوجه والكفين.
2- أن يكون فضفاض وواسع ولا يصف جسد المرأة.
3- أن لا يكون شفاف يشف جسد المرأة وذلك لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: قال رسول الله: (صنفانِ من أهلِ النارِ لم أرَهما، قومٌ معهم سياطٌ كأذنابِ البقرِ يضربون بها الناسَ، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ، رؤوسُهنَّ كأسنِمَةِ البختِ المائلةِ، لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها).
4- أن لا يكون حجاب به تشبه بالرجال، لأنه ورد حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: : (لعنَ اللهُ المتشَبِّهَاتِ مِنَ النّساءِ بالرّجالِ، والمُتشبِّهينَ منَ الرّجالِ بالنّساءِ).
فضائل ارتداء الحجاب
ارتداء الحجاب للمرأة يعود عليها بالعديد من الفوائد وله العديد من الفضائل ومنها:
1- يوفر الحجاب للمرأة الالتزام بتعاليم الله تعالى والامتثال لأوامر الله وطاعته وتعظيم حرماته للفوز برضاء الله.
2- التزام المرأة بالحجاب يمنع المرأة من القيام بالمحرمات وإلحاق الأذى بها.
3- الحجاب به حفظ لعرض المرأة والمساعدة على نشر القيم الفضيلة والعفة في المجتمع.
4- التزام المرأة المسلمة بالحجاب فيه تميز للمرأة المسلمة عن غيرها من النساء الغير مسلمات.