آيات لموعظة صاحب العلاقات المحرمة، لقد انتشرت العلاقات المحرمة بشكل كبير بين الشباب والفتيات في الآونة الأخيرة، لذلك ينبغي الوعظ والنهي عن هذا المنكر ويمكن القيام بذلك مع بعض الأدلة من القرآن الكريم والسنة، ولذلك نقدم لكم آيات لموعظة صاحب العلاقات المحرمة خلال هذا الموضوع.
آيات لموعظة صاحب العلاقات المحرمة
العلاقات بين الرجال والنساء والأجنبيات أو العكس علاقة محرما شرعا ولا يقبلها الدين والمجتمع وهناك بعض آيات لموعظة صاحب العلاقات المحرمة ومنها ما يلي:
- قال الله تعالي :”مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” سورة المائدة آية رقم5.
- كما قال أيضا: “وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” سورة النساء آية رقم 25.
كلام عن العلاقات غير الشرعية
ينبغي مراقبة الأبناء من الشباب والفتيات وتوضيح مدى الضرر والأذى الذي يمكن التعرض له من خلال كلام عن العلاقات غير الشرعية كما يلي:
- عندما يجد الإنسان صعوبة في أن يتحمل الآخرين، فيكون هذا دليل على أنه لا يملك الحكمة أو الحب.
- الأشخاص الاجتماعيين يبحثون عنهم جميع الأفراد، وعندما يجدونهم لا يتركونهم أبداً.
- من الضروري قبل أن تخرج الكلمات من فم الشخص أن ينتبه إلى أصغرها حتى لا تأذى مشاعر أحد.
- البشر لا يتغيرون، فلا نتوقع منهم أكثر مما يقدمون إلينا، فلا داعي إلى إلقاء اللوم على أحد.
- تصرف دائمًا بأمانة كبيرة مع الآخرين، ولا تدع مكان إلى القلق من العلاقات الاجتماعية بينك وبين الآخرين، ولا تعتمد على الأشكال ولكن ركز على الطباع.
- الكذب في العلاقات الاجتماعية وادعاء الصدق من الأمور الصادمة، فدائمًا الشخص الذي لا نستلطفه نقول له وداعًا.
- الشجرة لا تخبئ الظل عن أحد حتى عن الحطاب الذى يسبب لها الأذى، فلابد أن تكون مثلها في علاقتك مع الآخرين.
خطبة جمعة عن العلاقات المحرمة
تعد خطبة الجمعة وسيلة للنصح والوعظ وهي فرصة للاستماع والانصات الجيد للنصح وهذا نموذج لخطبة الجمعة عن العلاقات المحرمة وعواقبها:
- إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71].
- أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
- عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ مَيْلَ الرَّجُلِ إِلَى الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَةِ إِلَى الرَّجُلِ أَمْرٌ فِطْرِيٌّ غَرِيزِيٌّ، وَقَدْ أَشَارَ نَبِيُّنَا -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- إِلَى عِظَمِ الْفِتْنَةِ بِالنِّسَاءِ بِقَوْلِهِ: “مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ”(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)، وَقَالَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: “فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ؛ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ”(رَوَاهُ مُسْلِمٌ)، فَالْفِتْنَةُ بِالنِّسَاءِ وَاقِعٌ مُشَاهَدٌ؛ لِمَا فِي الْإِنْسَانِ مِنْ غَرِيزَةِ الشَّهْوَةِ، وَالِانْجِذَابِ نَحْوَهُنَّ، قَالَ حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ: “مَا أُتِيَتْ أُمَّةٌ قَطُّ إِلَّا مِنْ قِبَلِ نِسَائِهِمْ”.
- وَلِأَنَّ الْإِسْلَامَ دِينُ الْفِطْرَةِ فَقَدْ هَذَّبَ هَذِهِ الْغَرِيزَةَ؛ فَأَبَاحَ الزَّوَاجَ وَرَغَّبَ فِيهِ، وَحَرَّمَ الزِّنَا وَحَذَّرَ مِنْهُ، وَسَدَّ كُلَّ الطُّرُقِ لِلْوُصُولِ إِلَيْهِ؛ وَلِذَلِكَ حَرَّمَ النَّظَرَ إِلَى النِّسَاءِ الْأَجْنَبِيَّاتِ؛ فَهُوَ وَسِيلَةٌ مِنْ وَسَائِلِ تَعَلُّقِ الْقَلْبِ وَعِشْقِهِ، قَالَ -تَعَالَى-: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)[النُّورِ: 30-31]، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ؛ “فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي”(رَوَاهُ مُسْلِمٌ)، وَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “يَا عَلِيُّ! لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ؛ فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى، وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ”(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ)، فَمَنْ سَرَّحَ نَاظِرَهُ أَتْعَبَ خَاطِرَهُ، وَمَنْ كَثُرَتْ لَحَظَاتُهُ دَامَتْ حَسَرَاتُهُ، وَضَاعَتْ أَوْقَاتُهُ!.
- وَالنَّظْرَةُ وَسِيلَةٌ مِنْ وَسَائِلِ الشَّيْطَانِ، وَسَهْمٌ مَسْمُومٌ مِنْ سِهَامِهِ، يَنْفُذُ إِلَى الْقَلْبِ؛ فَيُعَلِّقُهُ بِالصُّوَرِ، وَيُورِدُهُ الْمَهَالِكَ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: “مَا كَانَ مِنْ نَظْرَةٍ؛ فَإِنَّ لِلشَّيْطَانِ فِيهَا مَطْعَمًا”، وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: “كَمْ نَظْرَةٍ أَلْقَتْ فِي قَلْبِ صَاحِبِهَا الْبَلَابِلَ؟”.
- وَمِنْ وَسَائِلِ الشَّيْطَانِ لِإِيقَاعِ الْإِنْسَانِ فِي التَّعَلُّقِ بِالنِّسَاءِ: الْخَلْوَةُ وَالِاخْتِلَاطُ بِهِنَّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ”(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)، وَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ؛ فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ”(رَوَاهُ أَحْمَدُ).
- وَمِنْ وَسَائِلِ الشَّيْطَانِ: لِينُ كَلَامِ الْمَرْأَةِ وَخُضُوعُهَا بِالْقَوْلِ، وَالضَّحِكُ وَقِلَّةُ الْحَيَاءِ فِي مُخَاطَبَةِ الرِّجَالِ، وَقَدْ نَهَاهَا اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ؛ لِتَأْثِيرِهِ عَلَى قُلُوبِ الرِّجَالِ؛ (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)[الْأَحْزَابِ: 32].
خطبة الجمعة عواقب العلاقات المحرمة
- أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: وَمَعَ تَسَاهُلِ النَّاسِ بِالْأَوَامِرِ الشَّرْعِيَّةِ، وَعَدَمِ الْتِزَامِهِمْ بِوَسَائِلِ الْوِقَايَةِ مِنَ الْوُقُوعِ فِي الْفَوَاحِشِ وَمُقَدِّمَاتِهَا؛ انْتَشَرَتِ الْعَلَاقَاتُ الْمُحَرَّمَةُ بَيْنَ الْجِنْسَيْنِ؛ بِدَعْوَى الْعِشْقِ وَالْغَرَامِ، وَالصَّدَاقَةِ وَالْحُبِّ!، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ يَزْدَادُ ضَحَايَا هَذِهِ الْعَلَاقَاتِ، وَيَقَعُونَ فِي شِبَاكِهَا، وَلَعَلَّ مِنْ أَسْبَابِ الْوُقُوعِ فِي هَذِهِ الْعَلَاقَاتِ:
- ضَعْفُ إِشْبَاعِ الْعَاطِفَةِ عِنْدَ الْفَتَيَاتِ مِنْ قِبَلِ الْوَالِدَيْنِ؛ فَتَبْحَثُ الْفَتَاةُ عَمَّا يُشْبِعُ عَاطِفَتَهَا خَارِجَ إِطَارِ أُسْرَتِهَا، بِمَا يُسَمَّى بِالْحُبِّ وَالصَّدَاقَةِ!.
- وَمِنْهَا: التَّأَثُّرُ بِالْمُسَلْسَلَاتِ وَمَا تَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ عَلَاقَاتٍ بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ، وَتَزْيِينِ مِثْلِ هَذِهِ الْعَلَاقَاتِ الْمُحَرَّمَةِ؛ بَلْ لَا تَكَادُ تَجِدُ مُسَلْسَلًا أَوْ فِيلْمًا إِلَّا وَيَقُومُ عَلَى قِصَصِ الْحُبِّ وَالْعِشْقِ؛ فَمَا أَسْرَعَ تَأَثُّرَ الْفَتَيَاتِ وَالشَّبَابِ بِذَلِكَ!.
- أَيُّهَا الْأَحِبَّةُ: لَقَدْ لَعِبَ الْإِعْلَامُ بِعُقُولِ شَبَابِنَا وَبَنَاتِنَا، وَصَوَّرَ لَهُمْ أَنْ لَا زَوَاجَ إِلَّا بِحُبٍّ يَسْبِقُهُ!، بَلْ مَا فَتِئَ يُصَوِّرُ فَشَلَ الزَّوَاجِ الَّذِي لَا يُبْنَى عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْعَلَاقَاتِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ! كَيْفَ يَكُونُ الْحَرَامُ مُقَدِّمَةً لِفَضِيلَةٍ! وَكَيْفَ يَكُونُ فِي الْفُجُورِ خَيْرٌ، وَفِي الْمَعْصِيَةِ بَرَكَةٌ!، وَهَا هِيَ أَجْيَالٌ مِنْ أَجْدَادِنَا وَآبَائِنَا عَاشُوا زَوَاجَاتٍ نَاجِحَةً لَا تَعْرِفُ مِثْلَ هَذِهِ التَّفَاهَاتِ وَالسَّفَاهَاتِ، وَاللَّهُ -تَعَالَى- قَدْ جَعَلَ الْمَوَدَّةَ وَالْمَحَبَّةَ ثَمَرَةً لِلزَّوَاجِ لَا سَابِقَةً عَلَيْهِ؛ (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الرُّومِ: 21]؛ “فَهُمَا يَتَوَادَّانِ وَيَتَرَاحَمَانِ، وَمَا شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِهِمَا مِنَ الْآخَرِ مِنْ غَيْرِ رَحِمٍ بَيْنَهُمَا!”(تَفْسِيرُ الْبَغَوِيِّ).
- لَكِنْ حِينَمَا تَنْتَكِسُ الْفِطَرُ، وَيُصْبِحُ الْبَاطِلُ حَقًّا، وَالْمُنْكَرُ مَعْرُوفًا؛ يُزَيِّنُ الشَّيْطَانُ لِلنَّاسِ مِثْلَ هَذِهِ الْعَلَاقَاتِ الْمُحَرَّمَةِ؛ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا مِنَ الْمَفَاسِدِ وَالْأَضْرَارِ عَلَى الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ؛ وَالَّتِي مِنْهَا:
- تَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِ اللَّهِ -تَعَالَى-، فَيَصِيرُ الْقَلْبُ مَشْغُولًا بِمَعْشُوقِهِ عَنْ حُبِّ الرَّحْمَنِ وَطَاعَتِهِ، فَمَا أَشَدَّهَا مِنْ خَسَارَةٍ!، قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ: “لَا يُمْكِنُ أَنْ يَجْتَمِعَ فِي الْقَلْبِ حُبُّ الرَّحْمَنِ الْأَعْلَى وَعِشْقُ الصُّوَرِ؛ بَلْ هُمَا ضِدَّانِ لَا يَتَلَاقَيَانِ”.
- وَمِنْهَا: أَنَّ هَذِهِ الصَّدَاقَاتِ مُقَدِّمَةٌ لِوُقُوعِ الْإِنْسَانِ فِي الْعِشْقِ، وَتِلْكَ بَلِيَّةٌ عَظِيمَةٌ؛ إِذْ يَنْشَغِلُ الْقَلْبُ بِالْكُلِّيَّةِ، وَيَصِيرُ مَهْمُومًا بِمَنْ يَعْشَقُ، وَرُبَّمَا ارْتَكَبَ الْمُحَرَّمَاتِ وَالْمُوبِقَاتِ؛ طَلَبًا لِرِضَا مَحْبُوبِهِ، قَالَ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- حِينَمَا أَتَاهُ رَجُلٌ وَقَالَ لَهُ: إِنِّي وَقَعْتُ فِي عِشْقِ امْرَأَةٍ؛ فَقَالَ عُمَرُ: “لَقَدْ وَقَعْتَ فِي الْمَحْظُورِ، وَعَشِقْتَ مَا لَا تَمْلِكُ”.
- وَمَا فِي الْأَرْضِ أَشْقَى مِنْ مُحِبٍّ *** وَإِنْ وَجَدَ الْهَوَى حُلْوَ الْمَذَاقِ
- تَرَاهُ بَاكِيًا فِي كُلِّ وَقْتٍ *** مَخَافَةَ فُرْقَةٍ أَوْ لِاشْتِيَاقِ
- فَيَبْكِي إِنْ نَأَى شَوْقًا إِلَيْهِمْ *** وَيَبْكِي إِنْ دَنَوْا خَوْفَ الْفِرَاقِ
- قَالَ ابْنُ تَيْمِيَةَ -رحمه الله-: “وَهَؤُلَاءِ عُشَّاقُ الصُّوَرِ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ عَذَابًا، وَأَقَلِّهِمْ ثَوَابًا؛ فَإِنَّ الْعَاشِقَ لِصُورَةٍ إِذَا بَقِيَ قَلْبُهُ مُتَعَلِّقًا بِهَا مُسْتَعْبَدًا لَهَا؛ اجْتَمَعَ لَهُ مِنْ أَنْوَاعِ الشَّرِّ وَالْفَسَادِ مَا لَا يُحْصِيهِ إِلَّا رَبُّ الْعِبَادِ، وَلَوْ سَلِمَ مِنْ فِعْلِ الْفَاحِشَةِ الْكُبْرَى؛ فَدَوَامُ تَعَلُّقِ الْقَلْبِ بِهَا أَشَدُّ ضَرَرًا عَلَيْهِ مِمَّنْ يَفْعَلُ ذَنْبًا ثُمَّ يَتُوبُ، وَيَزُولُ أَثَرُهُ مِنْ قَلْبِهِ!”.
- أَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.