يُعتبر السيد علي الحسيني السيستاني أحد أبرز المراجع الدينية للشيعة في العالم. وُلد في إيران واستقر في العراق حيث يبلغ من العمر ثمانية وثمانين عامًا. يمتد نسبه إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما. يتمتع السيستاني بمجموعة من المؤلفات والآراء المتعلقة بتفسير الأحلام والرؤى، وهو ما سنناقشه في هذه المقالة.
الفرق بين الرؤيا الصادقة وأضغاث الأحلام
وفي هذا الصدد، أوضح الشيخ السيستاني أن:
الرؤيا الصادقة هي رسائل غيبية يُبلغها الله لعباده المخلصين، ويتطلب تحقيق ذلك وجود صفاء نفسي في الإنسان. أما أضغاث الأحلام، فهي تتعلق بالمؤثرات النفسية والجسدية، مثل حديث النفس وامتلاء المعدة أثناء النوم، مما قد يؤثر بشكل كبير على طبيعة الأحلام.
هل يمكن الاعتماد على تفسير الأحلام؟
في هذا السياق، أكد الشيخ السيستاني:
إن التفسير قد يكون دقيقًا أو مجرّد تخمين، وقد يخطئ الإنسان أو يصيب في تعبير الرؤى. وبالتالي، فإن الإنسان معرض للنسيان والخطأ.
التحصيل العلمي للسيستاني
بدأ السيستاني مسيرته العلمية في سن مبكرة، حيث بدأ دراسته في الخامسة من عمره تحت إشراف والدته، ثم انتقل إلى مدينة النجف لإكمال دراسته في الفقه والأصول.
لعب السيستاني دورًا مهمًا في المشهد السياسي، وخاصة بعد وفاة الرئيس العراقي صدام حسين. حيث أرسل رسالة إلى الشعب العراقي ابتدأها بالآية القرآنية “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا”، مؤكدًا على ضرورة التكاتف ونبذ العنف والطائفية.
كما أكد أن فتاواه لا تسيء إلى الإسلام بمختلف مذاهبه، حيث أقر في عام 2003 بالمقاومة الشعبية السلمية ضد الاحتلال الأمريكي، محذرًا من المقاومة المسلحة التي قد تؤدي لمزيد من القتلى في صفوف الشعب العراقي نظرًا للتسليح المتطور للقوات الأمريكية.
ما هي حقيقة الرؤى والأحلام التي يراها الإنسان في منامه؟
إن عالم الأحلام يختلف تمامًا عن الواقع، حيث يمكن للإنسان أن يعيش تجارب من الماضي أو الحاضر أو حتى المستقبل. قد يحلم الشخص بأيام طفولته، أو بمواجهة سكرات الموت، أو حتى يحلق في السماء أو يغوص في أعماق البحار.
وعند الاستيقاظ، يجد الإنسان نفسه على فراشه دون أن يتغير شيئ. وقد اختلف العلماء في تفسير الأحلام، والمسألة لا تزال من الأمور الغامضة التي لا يعرف أسرارها إلا الله سبحانه وتعالى.
وقد سُئل الإمام جعفر بن محمد الصادق عن تأويل الأحلام، فأجاب أن الروح تخرج من الجسد أثناء النوم وتصعد إلى السماء، وأن كل ما يراه المسلم في حلمه هو حق، بينما تُصنف الأمور المرتبطة بما يدور في ذهنه كأضغاث أحلام.
وعندما سُئل كيف تخرج الروح وهي في الجسد، قال الإمام إن الشمس تُشرق رغم أنها تبقى في موضعها، وهذه حالة الروح التي تمتد إلى السماء، ولو خرجت بالكامل لمات الإنسان.
المعنى اللغوي للأحلام
يُستخدم مصطلح “الحلم” للدلالة على الرؤيا، بينما يُشار إلى الإحتلام بمعنى الجماع أثناء النوم. أما الحلم بضمتي الميم، فتعني العتق.